- الرتبة:عضو مشارك
- التقدم للمستوى التالي:54
- المستوي: board
-
متواجدحالياً:
1ساعة15دقائق
- تاريخ الانضمام: 2015-01-19
-
اضافة الصديق
-
من:
-1
|
أخي الشاب قد تقول إني ارتكبت من الذنوب الكثير وتبت إلى الله ، ولكن ذنوبي تطاردني ، وتذكري لما عملته ينغص علي حياتي ويقض مضجعي ، ويؤرق ليلي ويقلق راحتي ، فما السبيل إلى إراحتيفأقول لك أيها الأخ المسلم ، إن هذه المشاعر هي دلائل التوبة الصادقة ، وهذا هو الندم بعينه ، والندم توبة فالتفت إلى ماسبق بعين الرجاء ، رجاء أن يغفر الله لك ، ولا تيأس من روح الله ، ولا تقنط من رحمة الله ، والله يقول : ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) " الحجر : 56 "قال ابن مسعود رضي الله عنه : " أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله "والمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء وقد يغلب أحدهما في بعض الاوقات لحاجة ، فإذا عصى غلب جانب الخوف ليتوب ، وإذا تاب غلب جانب الرجاء يطلب عفو اللهيانفس توبي فان الموت قد حانـا ***** واعصى الهوى فالهوى مازال فتانااما ترين المنــايا كيف تلقـطنا ***** لقـطا وتلحـق اخـرانا باولانــافي كل يوم لنـا ميت نشــيعه ***** نـرى بمصـرعه اثـار موتـانـايانفـس مالي وللامـوال اتركها ***** خلفي واخـرج من دنيـاي عريانامابالنـا نتعامى عن مصــائرنا ***** ننسـى بغـفلتنا من ليـس ينسانانزداد حرصـا وهذا الدهر يزجرنا ***** كان زاجـرنا بالحـرص اغرانـااين الملوك وابنــاء الملوك ومن ***** كانت تخـر له الاذقـان اذعانـاصاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا ***** مسـتبدلـين من الاوطان اوطاناخلوا مدائـن كان العز مفرشـها ***** واستفرشــوا حفرا غبرا وقيعاناباراكضا في ميـادين الهوى مرحا ***** ورافلا في ثيـاب الغي نشــوانامضى الزمان وولى العمر في لعب ***** يكفيك ما قد مضـى قد كانا ماكاناإيــاك والمجــاهرةكما أن الطاعات تتفاوت مراتبها ودرجاتها بحسب الأعمال ذاتها ، وبحسب العامل ، والوقت ، والسر والجهر ، فالمعاصي كذلك فالمعصية الواحدة يختلف إثمها ووزرها بحسب العامل وحرمة الزمان ، والمكان ، والجهر والإسراروقد دلت النصوص الشرعية على أن المعصية التي يستتر بها صاحبها أخف جرما من التي يعلنها ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله : صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول : يا فلان عملت البـارحة كذا وكذا ، وقد بات يسـتره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه " ( رواه البخاري )وبوب البخاري ـ رحمه الله ـ على هذا الحديث باب " ستر المؤمن على نفسه" وأورد في الباب أيضا حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلا سأله : كيف سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في النجوى ؟ قال " يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول عملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم ، ويقول : وعملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم ، فيقرره ثم يقول : اني سترت عليك في الدنيا ، فأنا اغفرها لك اليوم "فحين يبتلى الله أحداً من عباده فتغلبه نفسه الأمارة بالسوء ويدعوه هواه لمقارفة معصية ، وارتكاب حرمة وقد خلا عن الناس وأرخى على نفسه الستار ، حينها عليه أن يستتر بستر الله ولايهتك هذا السياج
- التوقيع
-
|